تفسير سفر المزامير – مزمور ٥٧
من الكهف إلى ما فوق السماوات
هذا المزمور معنون لِإِمَامِ ٱلْمُغَنِّينَ. عَلَى “لَا تُهْلِكْ!” مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا هَرَبَ مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ فِي ٱلْمَغَارَةِ. كتب ديريك كيدنر (Derek Kidner) تعليقًا على ’لَا تُهْلِكْ!‘ كالتالي: “ربما يكون هذا إشارة إلى لحن (انظر سفر إشعياء ٨:٦٥) حيث ترتبط هذه العبارة بقول مأثور (ربما تكون مقتبسة من أغنية في موسم قطاف العنب) يُستخدم هنا لطمأنة شعب الله. لكن لاحظ تعليمات داود بشأن شاول، ’لا تُهلكْه!‘ (سفر صموئيل الأول ٩:٢٦).”
لاحظ تشارلز سبيرجن أن “هنالك أربعة مزامير تندرج تحت ’لا تهلك‘ وهي المزامير ٥٧ و ٥٨ و ٥٩ و ٧٥. ويوجد فيها كلها إعلان واضح بدمار الأشرار والحفاظ على الأبرار.”
هذا مزمور مُذَهّبٌ آخر ويرجح أن الكهف المشار إليه يقع في عدلاّم، وهو مذكور في سفر صموئيل الأول ١:٢٢، رغم أن هنالك احتمالًا ضعيفًا أن الإشارة هي إلى عين جدي (سفر صموئيل الأول ١:٢٤). ولهذا يمكننا القول إن المزمور ٣٤ أيضًا مرتبط بهذه الفترة من حياة داود.
أولًا. نفس متكلة بين أسود
أ ) الآيات (١-٣): النفس المتكلة.
١اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ ارْحَمْنِي، لأَنَّهُ بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ. ٢أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ، إِلَى اللهِ الْمُحَامِي عَنِّي. ٣يُرْسِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي. عَيَّرَ الَّذِي يَتَهَمَّمُنِي. سِلاَهْ. يُرْسِلُ اللهُ رَحْمَتَهُ وَحَقَّهُ.
١. اِرْحَمْنِي يَا ٱللهُ ٱرْحَمْنِي: كان الاحتياج عظيمًا حتى إن داود كرر طلبته للرحمة. فعندما هرب من شاول إلى كهف عدلّام (سفر صموئيل الأول ٢٢)، كان قد مر بعدة أهوال قريبة من الموت (انظر المزمور ٥٦) وحده محبطًا وفي خطر دائم.
٢. لِأَنَّهُ بِكَ ٱحْتَمَتْ نَفْسِي: لم يقل داود هذا ليكتسب رحمة الله. فرحمته لا تُكتسب. بل قال هذا ليؤكد لله أنه رجاؤه الوحيد. اتكلت نفسه على الله، لا على أي شيء آخر، فلا يوجد شيء آخر يمكن الاتكال عليه.
· “كيف لا يكون الرب رحيمًا بنفس متكلة عليه؟ لا يستحق إيماننا رحمته، لكنه يفوز بها من نعمة الله المتسيدة عندما يكون صادقًا.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي: استخدم داود صورة شعرية مألوفة ليعبّر عن ثقته بالرب ورجائه في حمايته. والصورة هي لدجاجة تحمي فراخها من الحيوانات المفترسة، وعناصر الطبيعة، وأية أخطار بجمعها تحت جناحيها.
· تُستخدم هذه الصورة البلاغية في ثلاثة مزامير أخرى (٨:١٧؛ ٧:٣٦؛ ٧:٦٣). واستخدمها يسوع نفسه ليصور محبته لأورشليم واهتمامه بها في إنجيل متى ٣٧:٢٣.
· “كما تحمى أنثى الطائر فراخها من الشر، وتُعِزها وتُدفئها بدفء قلبها بتغطيتها بجناحيها، هكذا تفعل أنت معي، أنت الإله العطوف، لأني ذرّيتك، وأنت تحبني محبة أب في اكتمالها.” سبيرجن (Spurgeon)
· ربط مورجان هذه الآية بمزمور ٦:٥٥ ’ليْتَ لِي جَنَاحًا كَٱلْحَمَامَةِ، فَأَطِيرَ وَأَسْتَرِيح.‘ “كانت الرغبة هناك في أن تكتسب الحمامة ذات الجناحين غير الكفؤين قوة للطيران. وأما هنا، فإن جناحي الرب كافيتان كملجأ إلى أن تمر المصائب.” مورجان (Morgan)
· وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي: لا ينبغي أن نركز كثيرًا على ما قصده بالضبط داود بالجناحين بحيث نفوّت الحقيقة العظيمة، وهي أن الرب هو ملجؤنا. “ينبغي أن نلاحظ أن داود لا يسمي الكهف ملجأه، بل الله الذي يدعوه هو ملجؤه.” بويس (Boice)
٤. أَصْرُخُ إِلَى ٱللهِ ٱلْعَلِيِّ… يُرْسِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي: جاء داود إلى الكهف وحيدًا، فكان الله عونه الوحيد. غير أنه كان واثقًا وعارفًا كرجل عسكري القيمة الإستراتيجية للأرض المرتفعة في المعركة. فبحث عن عون من ٱللهِ ٱلْعَلِيِّ الذي يحتل أعلى مرتفع على الإطلاق، وهو السماء.
· ٱللهِ ٱلْعَلِيِّ: “ربما يذكّرنا هذا بيد الله الصالحة على إبراهيم الذي كان هو الآخر بلا مأوى.” كيدنر (Kidner)
· ٱلْمُحَامِي عَنِّي (الذي يفعل كل شيء من أجلي): “إنه لأمر رائع أن نفكر في أن الله مستعد لأن يفعل كل الأشياء فينا، ومن أجلنا، إن سمحنا له بذلك. وتكمن المشكلة في أننا (أو معظمنا) نفعل كل شيء وفق تصميمنا وقوّتنا وقدرتنا.” ميير (Meyer)
· يُرْسِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي: “إن لم تكن هنالك وسائط بشرية أو أرضية يمكن أن يرسلها الله، فسيرسل ملائكته من السماء ليخلّصني من أعدائي.” كلارك (Clarke)
٥. عَيَّرَ ٱلَّذِي يَتَهَمَّمُنِي (يبتلعني): سيعنِّف الله أعداء داود، سواء أكانوا فلسطينيين أم خدام شاول. ويعني هذا أنه كافٍ ليحمي داود ويهزمهم.
· سِلاهْ: “إن استخدام كلمة سِلاهْ في نهاية الشطر الأول من الجملة في منتصف الآية أمر غير عادي، لكن ربما يهدف إلى توكيد مدى إثم العدو. ويتوافق هذا مع استخدام سِلاهْ في مزمور ٦:٥٧، حيث إن مكانها غير عادي. ويلفت هذا الانتباه إلى خراب العدو بسبب شره.” ماكلارين (Maclaren)
ب) الآية (٤): أعداء خطرون.
٤نَفْسِي بَيْنَ ٱلْأَشْبَالِ. أَضْطَجِعُ بَيْنَ ٱلْمُتَّقِدِينَ بَنِي آدَمَ. أَسْنَانُهُمْ أَسِنَّةٌ وَسِهَامٌ، وَلِسَانُهُمْ سَيْفٌ مَاضٍ.
١. نَفْسِي بَيْنَ ٱلْأَشْبَالِ: كانت لدى داود أسباب كثيرة تدفعه إلى الاعتقاد أن أعداءه أقوى منه كثيرًا. وفي وصفه لوضعه غير المواتي، كان يأمل في أن يحتكم إلى رحمة الله.
· “ربما يرتكز التلميحات إلى كون داود بين أسود (أشبال) على وجود حيوانات برية متوحشة تحوّم حول ملجأ صاحب المزمور.” ماكلارين (Maclaren)
· “يقول لوثر: هل يريد أحد أن يصوّر الكنيسة؟ دعه يرسم خادمة مسكينة بسيطة جالسة في غابة أو برّية تحاصرها أسود جائعة وخنازير برية ودببة.” تراب (Trapp)
· اعتقد بطرس أن عدو النفوس يشبه أسدًا يهاجمنا: “اصْحُوا وَٱسْهَرُوا. لِأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ” (رسالة بطرس الأولى ٨:٥). وعندما نحس بتهديد إبليس، يمكننا أن نلجأ إلى الرب، كما فعل داود.
· أعطى سبيرجن تعزية ونصائح للمؤمنين الذين يحسون بأنهم محاصرون بَيْنَ ٱلْأَشْبَالِ:
ü إن كنت بَيْنَ ٱلْأَشْبَالِ، ستكون لديك شركة مع يسوع وكنيسته.
ü إن كنت بَيْنَ ٱلْأَشْبَالِ، سيقرّبك هذا إلى إلهك.
ü إن كنت بَيْنَ ٱلْأَشْبَالِ، تذكّرْ أنهم تحت سيطرته.
ü إن كنت بَيْنَ ٱلْأَشْبَالِ، تذكّرْ أن هنالك أسدًا اسمه أسد يهوذا.
٢. أَضْطَجِعُ بَيْنَ ٱلْمُتَّقِدِينَ بَنِي آدَمَ. أَسْنَانُهُمْ أَسِنَّةٌ وَسِهَامٌ، وَلِسَانُهُمْ سَيْفٌ مَاضٍ: تحدَّث داود عن أعدائه بتعابير مخيفة، مشيرًا إلى كلماتهم القوية الحادة ضده (لِسَانُهُمْ سَيْفٌ مَاضٍ).· “إن أهوال عرين الأسد، واتقاد الأتون الملتهب، والحروب القاسية صورٌ يصوّر يها داود وضعه الخطر وتعاسته الحالية.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن موريسون (Morison)
· “يستخدم داود أكثر الحيوانات شراسةً، والعناصر الطبيعية دمارًا، والأسلحة العسكرية فتكًا لتمثّل قوة أعدائه وغضبهم الشديد.” هورن (Horne)
ج) الآية (٥): اللازمة الممجدة لله.
٥ٱرْتَفِعِ ٱللَّهُمَّ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ مَجْدُكَ.
١. ٱرْتَفِعِ ٱللَّهُمَّ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ: وجّه داود كلامه هذا إلى نفسه وإلى الرب نفسه. إذ أدرك أن الله مستحق لأن يُرَفّع فوق السماء (ٱلسَّمَاوَاتِ).
· “نجد أن الشاعر في البداية في ظل الكهف، لكنه يأتي إلى فم الكهف أخيرًا، ويرنم في الهواء الطلق وعيناه نحو السماء، وهو يراقب الغيوم التي تطفو في السماء.” سبيرجن (Spurgeon)
· “عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ: أي فوق السماوات، أو أعلى من السماوات، أو إلى أعلى نقطة ممكنة، أو فوق كل الآلهة الزائفة التي يفترض أنها تسكن السماوات.” بوله (Poole)
· “يريد داود أن يرتفع الله في ظروفه الشخصية. وعلى فكرة، فإنه يثق به ويسبحه حتى في الصعوبات.” بويس (Boice)
٢. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ مَجْدُكَ: وصل داود إلى استنتاج صحيح إلى أن مشكلاته كلها جاءت من الأرض، وسيمجد الله فوق الأرض كلها. فالله مستحق تسبيح داود وتركيزه أكثر من أية أزمة أو خطر على الأرض.
· “يقحم الرجل الصالح آية تسبيح، وتسبيحًا مجيدًا أيضًا يراها خارجة من عرين الأسد ومن وسط جمرات النار.” سبيرجن (Spurgeon)
ثانيًا. من خطر الحفرة إلى التسبيح فوق السماوات
أ ) الآية (٦): فخ العدو وما آلَى إليه.
٦هَيَّأُوا شَبَكَةً لِخَطَوَاتِي. ٱنْحَنَتْ نَفْسِي. حَفَرُوا قُدَّامِي حُفْرَةً. سَقَطُوا فِي وَسَطِهَا. سِلَاهْ.
١. هَيَّأُوا شَبَكَةً لِخَطَوَاتِي. ٱنْحَنَتْ نَفْسِي: في الآية السابقة كانت نفس داود مرتفعة فوق السماوات. وهي الآن منحنية في خطر الوقوع في الحفرة التي حفرها له أعداؤه كفخ.
٢. سَقَطُوا فِي وَسَطِهَا. سِلَاهْ: اصطادت الحفرة حافريها، فسقط فيها أعداء داود. ونحن نحس من ظروفه عندما جاء إلى عدلّام أنه قال هذا بتوقُّع الإيمان. لم يحصل هذا بعد، لكنه عرف بأن هذا سيحصل.
ب) الآيات (٧-١٠): تسبيح من قلب ثابث.
٧ثَابِتٌ قَلْبِي يَا اَللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ. ٨اسْتَيْقِظْ يَا مَجْدِي! اسْتَيْقِظِي يَا رَبَابُ وَيَا عُودُ! أَنَا أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا. ٩أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ. أُرَنِّمُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ. ١٠لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ.
١. ثَابِتٌ قَلْبِي يَا ٱللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي: بدأ داود مزموره هذا بمناشدة الله الرحمة مرتين. وهو الآن يعبّر عن ثقته الثابتة بالرب. ورغم أنه كان وحيدًا في الكهف، والمتاعب خلفه وأمامه، إلا أنه سمح لقلبه بأن يكون ثابتًا في الله.
· “ثبات القلب هو سر الترنيم.” مورجان (Morgan)
٢. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ: أدى القلب الثابت إلى قلب مرنّم. ربما تمنى داود أن يكون لديه عود أو رباب (قيثار) في الكهف ليصاحب تسبيحه لله.
· “ستمجدك شفتاي وقلبي، ولن يوقفني إبليس أو شاول أو الفلسطينيون. وسأجعل عدلّام كلها تهتز بالموسيقى، وستردد الكهوف صدى الترنيم الفرِح.” سبيرجن (Spurgeon)
· رباب وَعود: “كان العود آلة وترية ذات ١٢ وترًا في العادة، ويُعزف بالأصابع، بينما كان الرباب (القيثار) آلة وترية ذات ١٠ أوتار في العادة. وقال يوسيفوس إن هذه الآلة كانت تُضرب أو تُعزف بمفتاح. غير أنه يبدو أنها كانت تُعزف بالأصابع أيضًا.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن بارنز (Barnes)
· ٱسْتَيْقِظِي يَا رَبَابُ وَيَا عُودُ: “يخبرنا المعلم اليهودي سولومون جارشي أنه كانت هنالك قيثارة عند رأس سرير داود كانت تعزف وحدها عند هبوب ريح الشمال. وقد عدّ الكُتّاب المسيحيون الرزينون هذه الرواية خرافة سخيفة.” كلارك (Clarke)
٣. أُرَنِّمُ لَكَ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ: تصوَّر داود، حتى وهو في كهف عدلّام، أن تسابيحه ستمتد بَيْنَ ٱلشُّعُوبِ.
· “يرفعنا الإيمان فوق الإحساس الشخصي بالألم، ويخلق رغبة قوية في تمجيد الله بين الشعوب.” مورجان (Morgan)
· “تؤخذ هذه الكلمات أو معادلها في مزمور ٤٩:١٨ بجدية في رسالة رومية ٩:١٥ كنبوة كان ينبغي تتميمها.” كيدنر (Kidner)
٤. لِأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ، وَإِلَى ٱلْغَمَامِ حَقُّكَ: يضيِّقُ ويُظْلِم أي كهف رؤية معظم الناس، لكن قلب داود وترنيمه ارتفعا إِلَى ٱلْغَمَامِ. وقد مجّد رحمة الله وحقه في ظروف صعبة.
· “لا يرى القلب القاسي غير الشاكر حتى في أوقات الازدهار إلا قطرات من النعمة الإلهية. لكن القلب الشاكر، مثل قلب داود، رغم أنه كان مطاردًا من مضطهِدين، إلا أنه كان يعزف على القيثار في كهف مظلم، متطلعًا إلى رحمة الله وأمانته كمحيط هائل تجيش أمواجه وترتفع من الأرض إلى الغيوم، وترجع من الغيوم إلى الأرض مرة أخرى.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن ثولوك (Tholuck)
· “جعلتْ قيامة يسوع من القبر – حيث كان إنقاذ الله لداود من يد شاول صورة رمزية مسبقة لهذه القيامة – السماوات وكل قِواها تعظم رحمة الله وحقه.” هورن (Horne)
ج) الآية (١١): اللازمة الممجّدة للرب.
١١ٱرْتَفِعِ ٱللَّهُمَّ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ مَجْدُكَ.
١. ٱرْتَفِعِ ٱللَّهُمَّ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ: تكرَّر اللازمة بسبب جودتها وتوكيدها. وإنه لأمر مهم أن نتذكر أن ظروف داود لم تتحسن عندما رنم هذه الترنيمة حتى يسبح الله فوق ٱلسَّمَاوَاتِ.
٢. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ مَجْدُكَ: نحس هنا بالحرية في روح داود. فرغم أنه في كهف، إلا أن نفسه مجدت الله فوق الأرض.
- علّق كيدنر على اللازمة المكررة قائلًا: “لا يرنم داود هنا بإيمان متَحدٍّ كما في الآية ٥، لكن بمحبة متسمة بعرفان الجميل.” كيدنر (Kidner)