تفسير سفر المزامير – مزمور ٦٥
في الهيكل، في الأرض
عنوان هذا المزمور لِإِمَامِ ٱلْمُغَنِّينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ. تَسْبِيحَةٌ. قدم تشارلز سبيرجن ملاحظة حول مزاوجة المزمور والأغنية (التسبيحة): “يدعوه النص العبري (shur and mizmor) وهذه تركيبة من مزمور وترنيمة، ويمكن وصفها على أفضل وجه بأنها ’قصيدة غنائية.‘ وفي هذه الحالة، يمكن أن يُقرأ المزمور قراءةً أو أن يغنَّى، وسيكون في كلتا الحالتين ملائمًا.”
ولا نعرف مناسبة كتابة هذا المزمور، لكن بسبب امتلائه بالشكر والتسبيح المرتبطين بقطعان المواشي والحبوب، يعتقد كثيرون أنه كُتب من أجل عيد حصاد، ولعله كان عيد المِظال في فصل الخريف.
أولًا. الله في هيكله
أ ) الآيات (١-٣): لماذا ينتظر الله التسبيح في أورشليم.
١لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللهُ فِي صِهْيَوْنَ، وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ. ٢يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ. ٣آثامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا.
١. لَكَ يَنْبَغِي (ينتظر) ٱلتَّسْبِيحُ يَا ٱللهُ فِي صِهْيَوْنَ: رسم داود صورة بديعة، وهي فكرة أن ٱلتَّسْبِيحُ ينتظر أن يقدَّم لله في أورشليم. والمعنى هنا هو أنه عندما يأتي الله للقاء شعبه، فسيُستقبَل بجو من التسبيح.
· “الكلمة المستخدمة في الترجمة الإنجليزية هي ’ينتظر‘ (وهي ’يَنْبَغِي‘ في النص العربي). وتعني الكلمة العبرية حرفيًّا ’أن يكون المرء أخرس.‘ ولا يعني هذا أنه لن يكون هنالك تسبيح. بل على نقيض ذلك، فإن التسبيح تامٌّ حتى إنه لا يستطيع في البداية أن يتلفّظ بشيء.” مورجان (Morgan)
· “يقول النص العبري حرفيًا ’التسبيح صمتٌ من أجلك.‘ ربما يكون هذا في ذروة العبادة. وبعبارة أخرى، أن نسقط صامتين أمام الله في خشوع في حضوره وفي خضوع لإرادته.” كيدنر (Kidner)
· “من المؤكد أنه عندما تمتلئ النفس بخضوع مفتون لله، فإنها تَقْنع بتعابيرها الخاص وتحس بعمق كبير مدى ملاءمة كل الترانيم الزمنية في إعلان الصلاح الإلهي.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. وَلَكَ يُوفَى ٱلنَّذْرُ: سيجتمع شعب الله في أورشليم لشكر الله على استجابته لصلواتهم، ولتقديم ذبائح وتسبيح وفاء للنذور التي قطعوها.
· ينبغي للمؤمنين أن يأخذوا نذورهم للرب مأخذ الجِد. وفضلًا عن النذور والوعود التي نقطعها لله، فإن معموديتنا نفسها نذر لله، وارتباطنا بشعب الله نذر. إذ ينبغي أن تُعَد هذه اعتمادًا جدّيًّا رزينًا على الله.
· “من شأن النذر الذي لم يُوفَ به أن يحرق الضمير كمكواة ساخنة. فنذور الخدمة والعطاء والتسبيح، مهما كان شكلها، ليست تافهة. وفي يوم التسبيح الممتلئ بالعرفان بالجميل، ينبغي أن نوفي بنذرنا بأقصى قوة فينا.” سبيرجن (Spurgeon)
· وفى ابن داود الأعظم على جبل صهيون أعظم نذر، حيث سبق أن نذر أن يفعل إرادة الله بشكل كامل (مزمور ٦:٤٠-٨) وإعطاء حياته ذبيحة وكفارة لخطايا العالم.
٣. يَا سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ: التسبيح ينتظر، والنذور تُوْفَى لأن الله يسمع الصلاة ويستجيبها. ويجتذب صلاح الله لا إسرائيل وحدها، بل كُلَّ بَشَرٍ. وسيبدأ هذا فكرة ستطوَّر لاحقًا في هذا المزمور.
٤. آثَامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا: يبيّن هذا فهمًا سليمًا لنظام الذبائح في خطة الله العظمى. لقد فهِم داود صراعه الشخصي ضد الخطية، وكيف أنه فشل أحيانًا في ذلك الصراع. وفهم أيضًا أن رد الله على الآثام (مَعَاصِينَا) هو ذبيحة كفارية يقدّمها الله نفسه.
· كان داود متواضعًا وصادقًا بما يكفي ليقول: ’آثَامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ.‘ “لم يرفض الله أحد على شرّه المعترف به، كما رفض أعمال صلاحهم الكثيرة المزعومة.” تراب (Trapp)
· آثَامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ: “لولا نعمة الله، لَقَوِيَتْ خطايانا في محكمة العدل الإلهية، وفي محكمة ضميرنا، وفي معركة الحياة.” سبيرجن (Spurgeon)
· آمن داود بنظام الذبائح الحيوانية، حسب شريعة موسى. لكنه تطلَّع إلى ما وراء هذا النظام إلى ذبيحة كاملة سيقدّمها الله بنفسه. وفي هذا تطلَّع داود إلى المسيّا وعمله الكفاري الكامل على الصليب في تحقيق هذا الوعد – مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا.
٢. الآية (٤): صلاح بيت الله.
٢طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ، قُدْسِ هَيْكَلِكَ.
١. طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ: في مسألة الصلة بين الله والإنسان، عرف داود أن الله هو سبب تلك الصلة. إذ تبدأ الصلة عندما يختار الله شخصًا ليأتي إليه، لكي يسكن في ساحاته (لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ).
· يعتقد بعض المفسرين أن الشخص المختار هنا في ذهن داود هو الكاهن. غير أنه يذكر هنا ساحات (دِيَار) الرب، لأنه لم يكن مسموحًا للشعب أن يدخل بيت الله.” بوله (Poole)
· “إن كان يشير هنا إلى كاهن، يمكننا أن نطبّقه نبويًّا بمعنى نهائي على يسوع، رئيس كهنتنا العظيم. “مبارك فوق كل بركة وتسبيح الإنسان يسوع المسيح، المختار الثمين من الله ليكون رئيس كهنتنا إلى الأبد.” هورن (Horne)
٢. لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ: حالما تترسخ الصلة بين الله والإنسان ويتم التمتع بها، فإنها تجلب الرضا والإشباع للبشر. وهم يختبرون بيته كمكان للحصول على خَيْرِ بيته.
· يرسم تعبير ’خَيْرِ بَيْتِكَ‘ صورة لله كمضيف لشعبه. “فهو يُؤوي ضيفًا ويزوّده بما يشبع رغباته. وأمان الضيف في بيت المضيف، وحقه في الحماية والعون والطعام، كما هو المتعارف عليه، أمور ملمَّح إليها هنا.” ماكلارين (Maclaren)
ثانيًا. الله في خليقته
أ ) الآيات (٥-٨): عظمة الله بعيدة المدى.
٥بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، يَا مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ. ٦الْمُثْبِتُ الْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ، الْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ، ٧الْمُهْدِّئُ عَجِيجَ الْبِحَارِ، عَجِيجَ أَمْوَاجِهَا، وَضَجِيجَ الأُمَمِ. ٨وَتَخَافُ سُكَّانُ الأَقَاصِي مِنْ آيَاتِكَ. تَجْعَلُ مَطَالِعَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ تَبْتَهِجُ.
١. بِمَخَاوِفَ فِي ٱلْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلَهَ خَلَاصِنَا (أنَتَ تُخَلِّصُنَا يَا إلَهَنَا، تَسْتَجِيبُ لَنَا، وَبِقُوَّةٍ مُهِيبَةٍ تَنْصُرُنَا): كانت هذه ثقة مستمرة باستمرار تدفُّق خير الله. سبق أن استجاب الله للصلاة وقدّم الكفارة. وتوقّع داود أعمالًا أخرى مهيبة (مخاوف) في المستقبل أيضًا.
٢. يَا مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ ٱلْبَعِيدَةِ: مرة أخرى، يرفع داود نظره إلى ما وراء إسرائيل إلى جَمِيعِ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ ٱلْبَعِيدَةِ. وفهِم أنه رغم أن إسرائيل تنتمي إلى الله بمعنى خاص، إلا أنه كان وما يزال إله الأرض كلها.
٣. ٱلْمُهْدِّئُ عَجِيجَ ٱلْبِحَارِ، عَجِيجَ أَمْوَاجِهَا، وَضَجِيجَ ٱلْأُمَمِ: يُظهر الله جبروته في قدرته لا على تهدئة أصوات المحيطات بأمواجها فحسب، بل أيضًا على إسكات الشعوب (ضَجِيجَ ٱلْأُمَمِ). إذ تمتد سلطته إلى ما وراء إسرائيل، إلى أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ.
· تقول ’الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي‘ إن الإعصار العادي يطلق طاقة تعادل ٦×١٠١٤ واط من الكهرباء. ويعادل هذا مئتي ضعف القدرة على توليد الكهرباء في جميع أنحاء العالم. وتقول ’الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)‘ إن الإعصار المتوسط يمكن أن يطلق من بداية تكوّنه إلى نهايته طاقة تعادل عشرة آلاف قنبلة نووية. غير أن الله يستطيع أن يهدئ عَجِيجَ ٱلْبِحَارِ وعَجِيجَ أَمْوَاجِهَا، وهو يفعل ذلك.
· يفترض أن تؤدي معرفتنا بقدرة الله العظيمة إلى بناء إيماننا عندما نرى ضَجِيجَ ٱلْأُمَمِ، وعندما نهتم بإيصال خلاص الله إلى أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ. ويمكننا أن نفكر في أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ بصفتها الشعوب الأكثر بُعدًا، والأقل معلومةً، والأقل تفكيرًا فيها، والأكثر ابتلاءً، والأصعب في الوصول إليهم.
· “ينبغي لكل ابنٍ لله في محنة أن يُسرع إلى ذاك الذي يهدّئ البحار. فلا شيء يصعب عليه.” سبيرجن (Spurgeon)
· يشير ’البحر‘ في الأساطير الوثنية إلى قوى فوضوية ومهددة للحياة. ومع ذلك، عرفت إسرائيل أن الرب هو خالق الكل وهو المسيطر على عجيج البحر وأمواجه.” فانجيميرين (VanGemeren)
· ٱلْمُثْبِتُ ٱلْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ: “ينشغل فلاسفة المدرسة التي تدعو إلى نسيان الله انشغالًا زائدًا بقوانين ثوران الطبيعة بحيث لا يفكرون في ذاك الذي يسبب ذلك الثوران. وغالبًا ما تُستخدم نظرياتهم حول النشاط البركاني والجليدي كبراغٍ وقضبان لمنع دخول الله إلى عالمنا. لكن شاعرنا (داود) يمتلك فكرًا مختلفًا، وهو يرى يد الله وهي تضع جبال الألب والإنديز على قواعدها، وهو لهذا يرنم تسبيحة.” سبيرجن (Spurgeon)
٤. تَجْعَلُ مَطَالِعَ ٱلصَّبَاحِ وَٱلْمَسَاءِ تَبْتَهِجُ: لا تجلب ممارسة الله لسلطانه على الأرض خوفًا وقمعًا، بل تجلب البهجة لليوم.
· مَطَالِعَ ٱلصَّبَاحِ وَٱلْمَسَاء: “فما يصوَّر هنا إما أن يكون مجد النهار والليل (انظر مزمور ١:١٩ فصاعدًا؛ سفر أيوب ٧:٣٨، ١٩ فصاعدًا)، أو كل امتداد الأرض من الشرق إلى االغرب، مسبّحًا الخالق!” كيدنر (Kidner)
ب) الآيات (٩-١٣): الأرض المباركة المعترِفة بالجميل.
٩تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ. تُغْنِيهَا جِدًّا. سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً. تُهَيِّئُ طَعَامَهُمْ لأَنَّكَ هكَذَا تُعِدُّهَا. ١٠أَرْوِ أَتْلاَمَهَا. مَهِّدْ أَخَادِيدَهَا. بِالْغُيُوثِ تُحَلِّلُهَا. تُبَارِكُ غَلَّتَهَا. ١١كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ، وَآثارُكَ تَقْطُرُ دَسَمًا. ١٢تَقْطُرُ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ، وَتَتَنَطَّقُ الآكَامُ بِالْبَهْجَةِ. ١٣اكْتَسَتِ الْمُرُوجُ غَنَمًا، وَالأَوْدِيَةُ تَتَعَطَّفُ بُرًّا. تَهْتِفُ وَأَيْضًا تُغَنِّي.
١. تَعَهَّدْتَ (تَفَقَّدْتَ) ٱلْأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ. تُغْنِيهَا جِدًّا: يهتم الله بالأرض ويتأكد من أن لديها ما تحتاج إليه. وهو يوفّر أنهارًا للمياه، وحبوبًا للأرض.
· “في ما يتعلق بالناس في ذلك الزمان والمكان، كان هبوط الأمطار الغزيرة بركة فعلية من الحياة لا موتًا. ويصعب على معظمنا في يومنا هذا أن نقدّر هذا.” بويس (Boice)
· “أنت المزارع الماهر الحقيقي. فأنت تنمّي الأرض بشكل أكبر وأفضل مما يفعله المزارع العادي. فهو لا يفعل أكثر من تمهيد الأرض وحرْثها، ثم يتركها لترتاح. لكن الله هو الذي يتكفل برعايتها بالمطر والحرارة، وهو الذي يفعل كل ما يلزم لجعلها تنمو وتزدهر بينما يرتاح المزارع في بيته وينام.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن لوثر (Luther)
· الفكرة واضحة. فالأرض قاحلة إلى أن يشتغل الله عليها. وهو أمين فيرسل المطر ويفعل كل ما يلزم لتنمية الأرض مخرجًا منها حصادًا بديعًا. ولهذا ينبغي لشعب الله أن يصلّوا ويتوقعوا أن يتحرك الله في كنيسته وعالمه، عالمين أنهما سيظلان عقيمين ما لم يشتغل الله عليهما.
· تتحدث الآيات في سفر إشعياء ١٠:٥٥-١١ عن هذا التشبيه القياسي بين الأرض وفاعلية عمل الله من خلال كلمته: “لِأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ ٱلْمَطَرُ وَٱلثَّلْجُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَلَا يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ ٱلْأَرْضَ وَيَجْعَلَانِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلْآكِلِ، هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ.”
٢. تُبَارِكُ غَلَّتَهَا (نموّها): الأرض ممتلئة بالأشياء الحية النامية، وقد وضعها الله وباركها. وهذا جانب من قوّته ورعايته للأرض.
· “كم كان سهلًا أن يجعلنا الله نتضوّر جوعًا!” تراب (Trapp)
· لم يكن صاحب المزمور مهتمًّا بعمل الله في جلب الحبوب فحسب. إذ لم يكن داود غبيًّا. إذ عرف أن على الإنسان أن يقوم بعمله. لكن هذا “جميل بوصفه دور الله فيه. فلا نجد وصفًا لكدح الإنسان. فهو يؤخذ على أنه أمر مفروغ منه، وهو صلاته.” مورجان (Morgan)
· كَلَّلْتَ ٱلسَّنَةَ بِجُودِكَ، وَآثَارُكَ تَقْطُرُ دَسَمًا: “الحصاد الكامل الوفير إكليل السنة. وهو ينبع من صلاح الله غير المستحق. هذا هو إكليل السنة أو تاجها.” كلارك (Clarke)
· وَتَتَنَطَّقُ ٱلْآكَامُ بِٱلْبَهْجَةِ: “هذه هي الترجمة الحرفية للنص العبري. وتقول بعض الترجمات ’تبتهج الجبال.‘ ويظهر أن هذه الاستعارة مأخوذة من وثْب الحِملان، وقفز الأطفال، ورقص الرعاة والراعيات في موسم صيف ملهِم بالفرح.” كلارك (Clarke)
٣. ٱكْتَسَتِ ٱلْمُرُوجُ غَنَمًا، وَٱلْأَوْدِيَةُ تَتَعَطَّفُ بُرًّا. تَهْتِفُ وَأَيْضًا تُغَنِّي: نظر داود إلى الأرض إلى التلال والمروج مغطاة بالمواشي، والوديان ممتلئة بالحبوب (بُرًّا). وبدا أن الخليقة نفسها صرخت فرحًا ورنّمت لله.
· “سيكون صعبًا أن تجد وصفًا يفوق هذا الوصف المثير للأرض الخصبة. لاحظ داود هذا بدقة متسمة بالمحبة في لحظة، وفي حرية شعرية في اللحظة التالية، متوّجًا وصفه بخيال التلال والحقول وهي ترتدي أبهى ثيابها وتمرح معًا.” كيدنر (Kidner)
· “صوت الطبيعة لفظي بليغ بالنسبة لله. ليس مجرد صيحة، بل ترنيمة.” سبيرجن (Spurgeon)
· التلال والأودية سعيدة وفرِحة أمام الله بسبب قوّته العظيمة واهتمامه بها. وقد فهِم داود أن لدى شعب الله نفس الأسباب لتسبيح الرب وشكره، إضافة إلى السببين اللذين ذكرهما في مرحلة مبكرة من المزمور، وهما الكفّارة والصلة.