تفسير سفر المزامير – مزمور ٢٦
الوقوف على مكان مُسْتَوٍ (سهْل)
هذا المزمور بعنوان: مَزْمُوْرٌ لِدَاوُدَ. ومحاولات إرجاع هذا المزمور إلى فترة معينة من حياة داود غير حاسمة. ويشارك هذا المزمور أفكارًا وموضوعات مع مزامير كثيرة أخرى. لكننا نلاحظ أنه رغم خطر المعاشرة الشريرة، إلا أن داود بقي واثقًا بأنه لن ينزلق، وأنه سيقف بأمان على أرض مستوية.
أولًا. إعلان البراءة
أ ) الآيات (١-٣): توسُّل للتبرئة وسبب ذلك.
١اِقْضِ لِي يَا رَبُّ لأَنِّي بِكَمَالِي سَلَكْتُ، وَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ بِلاَ تَقَلْقُل. ٢جَرِّبْنِي يَا رَبُّ وَامْتَحِنِّي. صَفِّ كُلْيَتَيَّ وَقَلْبِي. ٣لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَمَامَ عَيْنِي. وَقَدْ سَلَكْتُ بِحَقِّكَ.
١. اِقْضِ لِي يَا رَبُّ (أعلن براءتي): كُتب هذا المزمور، شأنه شأن مزامير كثيرة، في وقت ضيق عظيم. وهنا يتوسل إلى الله أن يبرئه (اِقْضِ لِي) في ما يتعلق بأعدائه كما نفترض. وتحمل الطِلبة معها تضمينًا أن داود غير قادر على أن يبرئ نفسه أو أنه يختار ألا يفعل ذلك.
· “ليست سمعة داود في عيني الآخرين هي التي تهمه بل سمعة الله التي يقصدها.” بويس (Boice)
٢. لِأَنِّي بِكَمَالِي سَلَكْتُ، وَعَلَى ٱلرَّبِّ تَوَكَّلْتُ بِلَا تَقَلْقُلٍ (لئلا أنزلق): كان لدى داود الثقة بأن الله سيستجيب هذه الصلاة ويبرِّئه، لأنه كان لديه إيمان بالله (عَلَى ٱلرَّبِّ تَوَكَّلْتُ) أَظهره في حياة أمينة (بِكَمَالِي سَلَكْتُ). ولهذا، رغم شدّته الحالية، كان بمقدوره أن يقول إنه لن ينزلق (بِلَا تَقَلْقُلٍ).
٣. جَرِّبْنِي (افحصني) يَا رَبُّ وَٱمْتَحِنِّي: كان داود واثقًا بما يكفي بحياة الإيمان التي أظهرها حتى إنه طلب من الله أن يفحصه ويجرّبه (جَرِّبْنِي يَا رَبُّ وَٱمْتَحِنِّي). فإن لم يكن داود يثق بالله فعلًا، أو إن لم يكن يسلك بشكل سليم، فإنه يريد من الله أن يبيّن ذلك ويعلّمه.
· تشير طلبته ’جَرِّبْنِي يَارَبُّ وَٱمْتَحِنِّي‘ بشكل رئيسي إلى العمل الداخلي الذي يقوم به الله داخل الإنسان – في الفكر والقلب (صَفِّ كُلْيَتَيَّ وَقَلْبِي).
٤. لِأَنَّ رَحْمَتَكَ أَمَامَ عَيْنِي. وَقَدْ سَلَكْتُ بِحَقِّكَ: يجمع داود هنا مرة أخرى بين فكرتي الثقة بالله ورحمته (إحسانه أو لطفه المتسم بالمحبة) وبحياة الإيمان التي أظهرها (سَلَكْتُ بِحَقِّكَ).
· لِأَنَّ رَحْمَتَكَ أَمَامَ عَيْنِي: عرف داود قيمة الفحص والتأمل في رحمة الله بشكل دائم. “أيها الإخوة، أريدكم أن تتيقنوا أنه عندما تكسلون وتضعفون في الجزء العملي من ديانتكم، فإن الطريقة السليمة لإنعاش ذلك هي أن تفكروا مليًا في الماضي في رحمة الله وإحساناته.” سبيرجن (Spurgeon)
ü رحمته (إحسانه) موضوع جيد.
ü رحمته (إحسانه) موضوع واسع.
ü رحمته (إحسانه) موضوع مُسِر.
ü رحمته (إحسانه) موضوع واضح وبسيط.
ü رحمته (إحسانه) موضوع ملائم وفي أوانه دائمًا.
ü رحمته (إحسانه) تبدأ في الأزل.
ü رحمته (إحسانه) تُعطى مجانًا.
ü رحمته (إحسانه) يقينية.
ü رحمته (إحسانه) أمينة.
ü رحمته (إحسانه) تغطي كل التفاصيل.
٥. وَقَدْ سَلَكْتُ بِحَقِّكَ: يدل السلوك على العمل وأسلوب الحياة. فقد عرف داود أهمية كل من الحياة الداخلية السليمة في الفكر والقلب (كُلْيَتَيَّ وَقَلْبِي) والأعمال السليمة.
· “نحتاج إلى أشخاص تعلَّموا وبعد ذلك يسلكون أيضًا في ذلك الطريق بحيث يُظهرون لغير المؤمنين أن سبيل الإيمان والأخلاق هو الطريق السعيد والناجح إلى الحياة.” بويس (Boice)
· “إن كانت أعمالنا شريرة، فإن من العبث أن نجد تعزية في أفكارنا. وإذا كانت أعمالنا أكثر فصاحة وبيانًا من كلامنا، ربما تكون أكثر فصاحة وبيانًا من أفكارنا.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٤-٨): إعلان البراءة.
٤لَمْ أَجْلِسْ مَعَ أُنَاسِ السُّوءِ، وَمَعَ الْمَاكِرِينَ لاَ أَدْخُلُ. ٥أَبْغَضْتُ جَمَاعَةَ الأَثَمَةِ، وَمَعَ الأَشْرَارِ لاَ أَجْلِسُ. ٦أَغْسِلُ يَدَيَّ فِي النَّقَاوَةِ، فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ يَا رَبُّ، ٧لأُسَمِّعَ بِصَوْتِ الْحَمْدِ، وَأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. ٨يَا رَبُّ، أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ.
١. لَمْ أَجْلِسْ مَعَ أُنَاسِ ٱلسُّوء (مع الفانين محبّي الأوثان): بعد أن صرح عن حقيقة حياته الأمينة مع الله، فإنه يقول إنه لم يعاشر أُنَاسِ ٱلسُّوء، أو المنافقين (ٱلْمَاكِرِينَ) أو فاعلي الشر (جَمَاعَةَ ٱلْأَثَمَةِ)، أو ٱلْأَشْرَارِ.
· “لم أجلس، أي أني اخترت أن لا أتحدث إليهم أو أعاشرهم، لأن الجلوس صورة للارتياح والاستمرار.” بوله (Poole)
· وصف داود عابدي الأوثان بأنهم فانون، إذ كان مفيدًا له أن يتذكر وأن يعرفوا هم أن حياتهم قصيرة، وأنهم عن قريب سيقدمون حسابًا للإله الحقيقي الحي، بدلًا من أوثانهم التي صنعوها.
· فعل داود هذا تحت افتراض أن المعاشرة مع هؤلاء الأشخاص يُعد خطأ أخلاقيًّا. إذ يمكن أن يقول المرء إن داود كان يثمّن الكلمات التي كتبها بولس في رسالته الأولى إلى هل كورنثوس ٣٣:١٥ بوحي الروح القدس بعد ألف سنة: “فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.”
· ٱلْمَاكِرِينَ (المنافقين): “مع المختبئين، المخططين لأمور مظلمة، المتآمرين السرّيين.” كلارك (Clarke)
٢. لَمْ أَجْلِسْ مَعَ ٱلْأَشْرَارِ: خطر ببال داود الأشخاص الذين اختار أن يعاشرهم. إذ ليست لدينا سيطرة كبيرة، إن كانت لدينا أية سيطرة على الإطلاق، على الذين نتصل بهم والذين نعاشرهم في الحياة. لكن من بين الذين لدينا سيطرة ما عليهم، ينبغي أن نختار ونقيّم من نعاشرهم من منظور سماوي، لا من منظور أرضي.
· تأخذ هذه الفكرة في العالم الحديث بُعدًا مختلفًا تمامًا لم يكن معروفًا لدى الملك داود بطرق كثيرة. فنحن نختار من نعاشرهم في تسليتنا، ويكون اختيارنا سيئًا جدًّا. فنحن نسمح للأشرار بأن يسلّونا، وأن يكونوا أمثلة لنا، ثم نماذج لنا، وأخيرًا معبودين أو أوثانًا لنا. وتنطبق عبارة داود هنا على مثل هؤلاء الأشخاص الذين نتصل بهم ونعاشرهم.
· “ينسب مؤمنون كثيرون بالمسيح شبابهم الضائع أو منتصف عمرهم غير المثمر إلى التأثير السيئ لأشخاص أشرار نظروا إليهم نظرة إعجاب أو حتى حسدوهم ذات يوم.” بويس (Boice)
· “لدى أشخاص كثيرين رغبة قوية في مقابلة أشخاص مهمين يُحْتَفى بهم، بمن فيهم الأشخاص الذين لا يصادقون عليهم… لكني أميل إلى الاعتقاد أن من الحكمة أن يتجنب المؤمن، قدر الإمكان، لقاء أشخاص متنمرين أو داعرين أو قساة أو غير شرفاء أو حاقدين، وما إلى ذلك. لا لأننا أفضل جدًّا منهم. فبمعنى ما، فإننا لسنا صالحين أو جيدين بما يكفي. فنحن لسنا ماهرين في التعامل بنجاح مع كل الإغراءات أو أذكياء للتعامل بنجاح مع كل المشكلات التي سنواجهها في أمسية نقضيها معهم.” بويس (Boice) نقلًا عن سي. أس. لويس (C.S. Lewis)
٣. أَغْسِلُ يَدَيَّ فِي ٱلنَّقَاوَةِ (البراءة)، فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ يَا رَبُّ: لم يعتقد داود أنه كامل بلا خطية. إذ احتاج إلى أن يغسل يديه، لكنه يستطيع أن يفعل ذلك في براءة (نَّقَاوَةِ) ضمير مرتاح أمام الله. وأتاح نفسه ليكون عند مذبح الله من أجل كل من التكفير وتقديم الشكر (بِصَوْتِ ٱلْحَمْدِ).
· يرجح أن الناس يغسلون أيديهم هذه الأيام أكثر مما كانوا يفعلون ذلك في الماضي. وكلما نفعل ذلك اليوم، ربما ينبغي أن نذكّر أنفسنا بالقبول والتطهير الذي يأتي من يسوع وعمله على الصليب، وبمسؤوليتنا على تطهير أيدينا من الأفعال الشريرة، وأفواهنا من الكلمات الشريرة، وقلوبنا من الرغبات الشريرة. إن النظافة الخارجية أمر جيد، لكنها لا تساوي كثيرًا من أجل الأبدية، إن كانت حياتنا وقلبنا قذرًا أمام الله.
· فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ: على حد علمنا، لم تكن هنالك ممارسات طقسية تتعلق بالطواف أو الرقص حول المذبح بين العبرانيين القدامى. ربما كان داود يفكر برفع ذبائح تسبيح والانضمام إلى دائرة العابدين (كما يرى ماكلارين). أو إذا عنى داود ذبيحة فعلية، فعلى الأرجح كان يفكر بتقديم حيوانات كثيرة بحيث تحيط الذبائح المذبح بمعنى ما. “يوحي هنا أنه سيقدم ذبائح كثيرة معًا، وهو أمر يتطلب من الكهنة أن يطوفوا حول المذبح.” بوله (Poole)
٤. أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ: كان السلوك مع الله بالنسبة لداود، أكثر من مجرد تجنب الشر. إنها محبة بسيطة، لكن عميقة، لله وحضوره. فقد أحب خيمة الاجتماع لأنها كانت تمثل بيت الله (بَيْتكَ). كان مكان مجد الله (مَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ).
· لا يمكن أن تدوم الطاعة من دون عذوبة حضور الله ومجده.
· “لا بد أن ’مَحَلَّ بَيْتِكَ‘ يعني قدس الأقداس حيث يكون حضور الله ظاهرًا. ولا بد أن يشير موضع خيمة الاجتماع إلى كرسي الرحمة، أو إلى المكان الذي ظهر فيه مجد الرب بين الكروبين على غطاء تابوت العهد.” كلارك (Clarke)
ثانيًا. ما لا يريده داود من الله
أ ) الآيات (٩-١٠): ما لا يريده من الله أن يفعله.
٩لاَ تَجْمَعْ مَعَ الْخُطَاةِ نَفْسِي، وَلاَ مَعَ رِجَالِ الدِّمَاءِ حَيَاتِي. ١٠الَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ رَذِيلَةٌ، وَيَمِينُهُمْ مَلآنَةٌ رِشْوَةً.
١. لَا تَجْمَعْ مَعَ ٱلْخُطَاةِ نَفْسِي: في ضوء حاجة داود العظيمة وثقته القوية بالله، طلب منه أن يحفظ حياته. ورفض أن يعاشر الأشرار في الحياة. وطلب منه أن يحفظه من ٱلْخُطَاةِ في الموت.
· “يتفق أسوأ التعساء وأكثرهم إحساسًا بالهجر على كلام داود. فالخطاة لا يتمنون أن يُجمعوا مع الخطاة. كانت صلاة بلعام هي: ’لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ.‘ وهي صلاة لا تختلف عن صلاة داود إلا في صياغتها: ’لَا تَجْمَعْ مَعَ ٱلْخُطَاةِ نَفْسِي.‘” سبيرجن (Spurgeon)
٢. ٱلَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ رَذِيلَةٌ (مكيدة شريرة): عرف داود عن أشخاص كثيرين يحيكون مؤامرات مدفوعة بالجشع والرشوة (مَلآنَةٌ رِشْوَةً). وعَدَّ معاشرتهم لعنة إما في الدهر الحالي وإما في الموت.
· هنالك أشخاص كثيرون لا يفكرون على الإطلاق في أخذ رشوة من رجل أعمال، غير أنهم يأخذون رشوة من نوع ما. فهم يأخذون رشوة من الخطية. فالرشوة هي ببساطة مكافأة على عمل شيء خطأ أخلاقيًّا. والخطية ترشونا بلذة وقتية، واهتمام وقتي، أو صيت وقتي من نوع ما، أو إثارة، أو راحة في الحياة، وما إلى ذلك. فلا ينبغي أبدًا أن نكون مستعدين لفعل شيء خطأ أخلاقيًّا لأنه يكافأ بطريقة ما.
· “ترفض النفس النزيهة أن تأخذ رشوة من الناس أو من الخطية نفسها.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن ويليام جورنول (William Gurnall)
ج) الآيات (١١-١٢): ما يريده داود من الله أن يفعله.
١١أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ. افْدِنِي وَارْحَمْنِي. ١٢رِجْلِي وَاقِفَةٌ عَلَى سَهْل. فِي الْجَمَاعَاتِ أُبَارِكُ الرَّبَّ.
١. أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ: نلاحظ هنا نغمة الثقة في إعلان داود. فرغم الخطر الذي يتهدد حياته، ورغم وجود الأشرار، فإنه سيسلك – بعون الله – باستقامة (بِكَمَالِي أَسْلُكُ).
٢. ٱفْدِنِي وَٱرْحَمْنِي: كان لدى داود تصميم ملائم، لكن أكثر تصميم ملاءمة اتخذه هو الثقة بالله. وهو لا يستطيع أن يسلك باستقامة (بِكَمَالِي أَسْلُكُ) ما لم يفدِه الله ويكن رحيمًا معه (ٱفْدِنِي وَٱرْحَمْنِي).
٣. رِجْلِي وَاقِفَةٌ عَلَى سَهْلٍ: مع هذا المزيج من التصميم والثقة بالله، استطاع داود – رغم كل الأخطار المحيطة به – أن يكون واثقًا بوضعه (رِجْلِي وَاقِفَةٌ عَلَى سَهْلٍ). وهذا تكرار للثقة التي عبّر عنها في الآية الأولى بأنه لن يتزعزع (بِلا تَقَلْقُلٍ).
· “يريد أن يقول للجميع: ’اسخروا بي إذا أردتم، حاولوا أن تُسقطوني إذا أحببتم، الله فوقكم جميعًا. وأنا فيه، ولهذا أصمد في مكاني، لأنه، تبارك اسمه، ساعدني، رغم محاولات العدو لإسقاطي، في أن أُبقي قدمي على سهل. ولهذا سأسبحه في الجماعة.‘” سبيرجن (Spurgeon)
٤. فِي ٱلْجَمَاعَاتِ أُبَارِكُ ٱلرَّبَّ: كان واثقًا جدًّا حتى إنه مستعد بأن يبارك الله ويسبحه علنًا، بين الآخرين (فِي ٱلْجَمَاعَاتِ)، لا كمنبوذ أو طريد.
· “بدأت الترنيمة بنغمة هادئة، لكنها وصلت الآن إلى ذروتها. وغالبًا ما يواصل القديسون الترنيم إلى أن تغمرهم السعادة. والموضع السهل الذي تقف عليه أقدامنا هو أمانة الله الأكيدة لعهده ولوعده الأزلي، وقسَم رب الجنود الذي لا يتغير. فلا يوجد خوف من انهيار هذا الأساس المتين، أو من إزاحته من تحت أقدامنا.” سبيرجن (Spurgeon)