تفسير سفر المزامير – مزمور ٥٢
صلاة حول الإنسان الذي أحب الشر
هذا المزمور معنون: لِإِمَامِ ٱلْمُغَنِّينَ. قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا جَاءَ دُوَاغُ اَلْأَدُومِيُّ وَأَخْبَرَ شَاوُلَ وَقَالَ لَهُ: «جَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَيْتِ أَخِيمَالِكَ». الأحداث الفظيعة التي دفعت إلى كتابة هذا المزمور مذكورة في سفر صموئيل الأول الإصحاحات ٢١-٢٢. إذ أخبر دواغ الأدومي شاول حول وجود داود في خيمة الاجتماع وكيف أنه تلقّى عونًا من الكهنة هناك. وفي رد فعل شرير دالٍّ على جنون الارتياب، أمر شاول بقتل كل الكهنة في خيمة الاجتماع وآخرين (سفر صموئيل الأول ١٨:٢٢-١٩).
رغم أن إدانة دُوَاغ قوية في هذا المزمور، إلا أننا نحس بأنه كان ينبغي أن تكون أقوى من ذلك في ضوء القتل الجماعي الذي جرى هناك. لكن هذا تأمّل داود في تلك الحادثة، وهو يتفحّص جذر شر دُوَاغ ونهايته.
أولًا. الخطية وعقابها
أ ) الآيات (١-٤): الرجل الذي أحب الشر.
١لِمَاذَا تَفْتَخِرُ بِالشَّرِّ أَيُّهَا الْجَبَّارُ؟ رَحْمَةُ اللهِ هِيَ كُلَّ يَوْمٍ! ٢لِسَانُكَ يَخْتَرِعُ مَفَاسِدَ. كَمُوسَى مَسْنُونَةٍ يَعْمَلُ بِالْغِشِّ. ٣أَحْبَبْتَ الشَّرَّ أَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ، الْكَذِبَ أَكْثَرَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِالصِّدْقِ. سِلاَهْ. ٤أَحْبَبْتَ كُلَّ كَلاَمٍ مُهْلِكٍ، وَلِسَانِ غِشٍّ.
١. لِمَاذَا تَفْتَخِرُ بِٱلشَّرِّ أَيُّهَا ٱلْجَبَّارُ: فكّر داود في دواغ الأدومي والتقرير الشرير الذي نقله إلى الملك شاول. ولم يفكر في التقرير نفسه فحسب، بل أيضًا في مباهاته وفرحه وهو يوصل الرسالة.
· تَفْتَخِرُ: أحيانًا ما يكون الافتخار غطاء لإحساس عميق بالافتقار إلى الأمان. لكن لم تكن هذه حالة دواغ الأدومي. إذ كان ينظر نظرة عالية إلى نفسه. “لا تدل الفكرة التي توصلها الكلمة العبرية بالضرورة على شخص يمشي في خَيَلاء مُطْلِقًا ادعاءات حول قدراته أمام آخرين. بل تدل على كفاية ذاتية لشخص مُعْتَدٍّ بنفسه لا يستعرض نفسه علنًا بسبب اقتناعه بتفوّقه.” بويس (Boice)
· قتل دواغ الأدومي ٨٥ كاهنًا غير مدربين للمعارك – فليس هذا عمل رجل جبّار حقًّا. ويقول بعض المفسرين، من بينهم بوله (Poole)، إن داود يستخدم كلمة ’جبار‘ بنغمة السخرية. “يتحدث داود بسخرية: أَيُّهَا ٱلْجَبَّارُ! أيها القائد الشهم! يا لهذا العمل المجيد! أن تقتل عدة أشخاص ضعفاء لا ذِكْر لهم في حضرة الملك وتحت حماية حرّاسه! لا بدّ أن اسمك سيشتهر على مدى الأجيال بسبب هذه الشجاعة البطولية!” بوله (Poole)
· “رجل جبّار حقًّا يقتل رجالًا لم يلمسوا سيفًا قط! كان ينبغي أن يخجل من جُبنه!” سبيرجن (Spurgeon)
· “يترجم مايلز كوفرديل (Miles Coverdale) ’أَيُّهَا ٱلْجَبَّارُ!‘ إلى ’أيها الطاغية!‘ وهو بالتالي يقدم تفسيرًا دقيقًا لحقيقة نوع هذا الرجل، دواغ الأدومي.” مورجان (Morgan)
٢. رَحْمَةُ ٱللهِ هِيَ كُلَّ يَوْمٍ (صلاح الله هو إلى الأبد): اعتقد داود اعتقادًا جازمًا أن دواغ الأدومي سيسقط لا محالة، وأنّ رَحْمَةُ ٱللهِ (صلاحه/خيره) سيدوم بعد زوال شرّ هذا الرجل. صحيح أن دواغ كان جبّارًا، لكنه لم يكن شيئًا بالمقارنة مع رَحْمَةُ ٱللهِ التي لا نهاية لها.
· عندما تكلم داود عن رَحْمَةُ ٱللهِ، فقد استخدم كلمة “إيل” العبرية للإشارة إليه، بدلًا من كلمة إيلوهيم. ويعتقد بعض المفسرين أن كلمة إيل تؤكد قوة الله وقدرته. “يؤكد داود صلاح الله القوي بالمقابلة مع دواغ البطل والأساس المدمّر لنصيبه.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن فينيما (Venema)
٣. لِسَانُكَ يَخْتَرِعُ مَفَاسِدَ (دمارًا، هلاكًا): بما أن المزمور يتناول التقرير الشرير الذي قدمه دواغ الأدومي، فإن داود يذكر الدمار الذي نتج عما قاله دواغ. كان هنالك قلب شرير، وفكر شرير، وحياة شريرة توجه اللسان إلى العمل كَمُوسَى مَسْنُونَةٍ يَعْمَلُ بِالْغِشِّ، لكن هذا كله كان واضحًا في ما قاله دواغ.· كان الدمار الذي جلبه دواغ بتقريره الشرير حقيقيًّا وفظيعًا. تخبرنا الآيات في سفر صموئيل الأول ١٨:٢٢-١٩ أنه قتل ٨٥ كاهنًا وآخرين في مدينة نوب.
· “إن توكيد خطايا الكلام هنا أمر غريب. إذ توقعنا أن يؤكد العنف المستبد بدلًا منه. لكن صاحب المزمور يُرجِع هذه الأعمال إلى مصدرها الأصلي.” ماكلارين (Maclaren)
· “يعمل بشكل مخادع كموسى حادة. بينما يتظاهر حلّاق بحلاقة شعر ذقن رجل، يقوم فجأة، وعلى حين غِرَّة، بقطع حنجرته.” بوله (Poole)
· “يذكّرنا وصف صاحب المزمور للأذى الناتج عن الكلام الشرير الخارج من طبيعته الشريرة بوصف يعقوب للسان وقوّته المخيفة.” مورجان (Morgan)
٤. أَحْبَبْتَ ٱلشَّرَّ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْخَيْرِ، ٱلْكَذِبَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلصِّدْقِ: هنا يخاطب داود قلب الشرير وفكره. لم يكن دمار هذه الكلمات الحادة كموسى مصادفةً، بل كانت خارجة من معدنه الأخلاقي الشرير. فبعضهم يحب الشر، بينما يحب آخرون الكذب. وقد جمع دواغ الاثنين. إذ أحب الدمار الذي جلبته كلماته المفترِسة.
· “قلبك فاسد، ولهذا فإن لسانك مؤذٍ مثل النفَس الكريه النتن الخارج من أعماقك الفاسدة.” تراب (Trapp)
· هنالك سبب للاعتقاد أن هنالك فجوة زمنية بين زيارة داود لخيمة الاجتماع في نوب وتقرير دواغ للملك شاول. “لم يكن الأمر أن دواغ الأدومي أفشى ما عرفه من دون تفكير في ما يفعله في أول فرصة سنحت له. بل على العكس، عرف شيئًا من معلوماته الثمينة، واحتفظ بها لنفسه إلى وقت مناسب لإفشائها بحيث تخدم أفضل مصالحه.” بويس (Boice)
· لقد ارتكب داود خطأ في خيمة الاجتماع في مدينة نوب. إذ كذب على أخيمالك الكاهن، واعترف بمسؤوليته على ذلك (سفر صموئيل الأول ٢٢:٢٢). غير أنه في هذا المزمور لم يقم، بشكل ملائم وحكيم، بلوم نفسه على مذبحة الكهنة هناك. فقد كان هذا عمل رجل أحب الشر. وما زال هنالك أشخاص مثله في هذا العالم.
ب) الآية (٥): استجابة من السماء.
٥أَيْضًا يَهْدِمُكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ. يَخْطَفُكَ وَيَقْلَعُكَ مِنْ مَسْكَنِكَ، وَيَسْتَأْصِلُكَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ. سِلاَهْ.
١. أَيْضًا يَهْدِمُكَ ٱللهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ: لأن صلاح الله يدوم إلى الأبد مزمور ١:٥٢)، فإن دواغ وأشخاصًا على شاكلته سيُهدَمون ويدمَّرون إِلَى الأَبَدِ. فلن يُسمح بوجود هذا النوع الهدام من الكذب أن يسود كل اليوم.
· “بدلًا من هذه الصياغة التقريرية، فإن الصياغة المعبِّرة عن التمنّي (ليت الله يهدمك) هي المفضّلة… ليته يخطفك اختطافًا… ليته يقلعك من مسكنك… ليته يستأصلك. فالأفعال المستخدمة تدل على صيغة الأمر (ليهدمْكَ… ليخطفْكَ… ليقلعْكَ… ليستأصلْكَ الله)، لكنها تعبّر عن الرغبة.” فانجيمرين (VanGemeren)
· للتأكيد ومن أجل الشعر الجيد، استخدم داود أربع صور حية لدينونة شخص شرير كدواغ.
ü سيدمّر الأشرار (يَهْدِمُكَ ٱللهُ).
ü سيلتقطك الله كما تُلتقط جمرة من نار (يَخْطَفُكَ).
ü سيخلعك من مسكنكَ (يَقْلَعُكَ).
ü سيجتثّك كما تُجتثّ شجرة (يَسْتَأْصِلُكَ).
· يَخْطَفُكَ: “أمسكَ به كجمرة في النار بملقط (فهذا هو المعنى المقصود)، وجَرَّهُ خارجًا كما بقبضة حديدية من وسط مسكنه.” ماكلارين (Maclaren)
· “كما دمّرتَ كهنة الرب وكل مدينتهم، مهدِّمًا إياها بالكامل، وأرهبتها، كذلك سيهدمك كما يُهدم بيت ويُسَوَّى بالأرض، بحيث لا يبقى فيه حجر على حجر.” تراب (Trapp)
٢. يَخْطَفُكَ: “تنبّأ داود بدينونة الله على دواغ. فلن يُطرح من بيته (مِنْ مَسْكَنِكَ) فحسب، بل مِنْ أَرْضِ ٱلْأَحْيَاءِ أيضًا. فكان مقَدَّرًا لدواغ أن يموت.
· يَسْتَأْصِلُك: ستجلب الثمار السيئة التي حملتها الشجرة لعنة الله عليها. فلن تذبل فحسب، بل ستستأصل من جذورها، ما يشير إلى أن مثل هذا الخاطئ سيموت موتًا عنيفًا.” كلارك (Clarke)
· “من أرض الأحياء، خارج هذا العالم، كما يشير التعبير هنا وفي مواضع أخرى (مثل سفر إشعياء ٨:٥٣؛ سفر حزقيال ٣٢:٣٢). سيكون هذا نصيب مَن نصيبه كله في هذه الحياة.” بوله (Poole)
ثانيًا. ردود فعل الأبرار
أ ) الآيات (٦-٧): الاستجابة العامة.
٦فَيَرَى الصِّدِّيقُونَ وَيَخَافُونَ، وَعَلَيْهِ يَضْحَكُونَ: ٧«هُوَذَا الإِنْسَانُ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللهَ حِصْنَهُ، بَلِ اتَّكَلَ عَلَى كَثْرَةِ غِنَاهُ وَاعْتَزَّ بِفَسَادِهِ».
١. فَيَرَى ٱلصِّدِّيقُونَ وَيَخَافُونَ، وَعَلَيْهِ يَضْحَكُونَ: عندما تأتي دينونة الله على دواغ، سيلاحظها الشعب. وسيدفعهم هذا إلى إكرام الله وتوقيره. وسيجعلهم هذا يَضْحَكُونَ في رضا على موت مثل هذا الرجل الشرير.
· “ ٱلصِّدِّيقُونَ هم الذين يتعلمون من دينونة دواغ. ربما كنا نتمنى أن يتعلم الأشرار من هذا. “لكن هذه هي مأساة الحياة … أن دروسها لا يثمّنها إلا الذين تعلّموها بالفعل، وأن الذين يحتاجون إليها هم أقل الأشخاص اهتمامًا بها.” ماكلارين (Maclaren)
· “يَخَافُونَ؛ نوعان من الخوف: توقير الله من أجل دينونته على دواغ، والخوف من استفزاز الله فيرسل دينونته عليهم.” بوله (Poole)
· يَضْحَكُوْنَ عَلَيْهِ: “إن لم يضحكوا بفرح بار، فبازدراء متزن… هذا موضوع جيد للضحك العميق والذي هو أقرب إلى الوقار منه إلى المرح.” سبيرجن (Spurgeon)
· يَضْحَكُوْنَ عَلَيْهِ: “يَسْهُل على الذين لم يعيشوا قط تحت الطحن وطغيان الأشرار أن يستنكروا هتاف المظلومين والمقموعين عند سحْقِ مضطهديهم. لكن لو رأى هؤلاء المنتقدون إخوتهم والنيران تُضرَم فيهم ليكونوا مصابيح لبساتين نيرون، لربما فهموا شيئًا من إثارة الفرح البار عندما سمعوا بموته.” ماكلارين (Maclaren)
٢. هُوَذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي لَمْ يَجْعَلِ ٱللهَ حِصْنَهُ: سبق أن أخبرنا داود عن خطايا دواغ المتمثلة في كلامه الهدّام المخادع ومحبته للشر والكذب. وهنا يفضح خطية ذات صلة، وهي أنه لم يتكل على الله، واتكل بدلًا من ذلك على الغنى بشكل عظيم.
· غالبًا ما ينجذب الناس إلى الشر والكذب لأننا لا نثق بأن الله يستطيع أن يعمل من خلال الصلاح والحق. ونحن نكذب على أنفسنا قائلين إنه يتوجب علينا أن نقتصد بشكل مؤلم، وأن نفعل هذا الشيء الشرير، وأن نعزز تلك الكذبة لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنجاز الأمور.
· عندما تحَدَّث المزمور عن اتكال دواغ عَلَى كَثْرَةِ غِنَاهُ، فإنه ربما لمّح إلى شيء في رواية سفر صموئيل الأول الإصحاحات ٢١-٢٢، أي أنه فعل ذلك من أجل غناه، إما الفوري أو ذاك الذي سيحصل عليه في نهاية الأمر. فمن أجل المال، قتل ما يزيد عن ٨٥ رجلًا. ويشير سفر صموئيل الأول الإصحاح ٢٢ إلى أن دواغ فعل ذلك ليحظى برضا الملك شاول. فمن شأن الحصول على رضا ملك أن يكون بابًا لغنى كبير.
· ٱتَّكَلَ عَلَى كَثْرَةِ غِنَاهُ: “يَصْعُب أن يكَثِّر غناه ولا يتكل عليه، ومن هنا يأتي التحذير في مزمور ١٠:٦٢ ’إِنْ زَادَ ٱلْغِنَى فَلَا تَضَعُوا عَلَيْهِ قَلْبًا.‘” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن كاريل (Caryl)
· “الغنى والإثم (الشر) رفيقان مروِّعان. وعندما يجتمعان معًا، فإنهما يشكلان وحشًا. فعندما يكون الشيطان سيدًا لأكياس مال، فإنه شيطان حقًّا.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٨-٩): استجابة داود.
٨أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَفِي بَيْتِ اللهِ. تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. ٩أَحْمَدُكَ إِلَى الدَّهْرِ لأَنَّكَ فَعَلْتَ، وَأَنْتَظِرُ اسْمَكَ فَإِنَّهُ صَالِحٌ قُدَّامَ أَتْقِيَائِكَ.
١. أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ ٱللهِ. تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ ٱللهِ: حصل صدام بين داود ودواغ في خيمة الاجتماع (سفر صموئيل الأول ١:٢١-٧). وربما رأى هناك زَيْتُونَة خَضْرَاءَ قوية صارت أكثر مباركةً لأنها كانت مزروعة فِي بَيْتِ ٱللهِ. جاءت هذه الطوباوية إلى داود لأنه كان بمقدوره أن يقول بصدق: تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ ٱللهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ.
· “الزيتونة واحدة من أطول الأشجار عمرًا. وهنا تعزَّز الفكرة بشكل مضاعف، لأنه يتصور زيتونة في كامل نَسَغِها وهي تنمو في ساحة مقدسة.” كيدنر (Kidner)
· ربما تشير الآية في مزمور ١٣:٩٢ إلى وجود أشجار في بيت الله أو قريبة منه. وربما انطبق هذا على بعض الأماكن التي نُصِبت عليها خيمة الاجتماع.
· “كان في بيت الله بينما كانوا في العالم. كان مثل زيتونة مثمرة، بينما كانوا كخشب عقيم غير مفيد. كان كل يوم يتقوى ويترسخ ويَتثبَّت وينمو، بينما كانوا مقدَّرين لأن يُقطعوا ويُكسروا ويُجرفوا ويُستأصلوا. هذا كله لأنه اتكل على رحمة الرب، لا على غناه.” هورن (Horne)
٢. أَحْمَدُكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ لِأَنَّكَ فَعَلْتَ: لم يختفِ شر دواغ بعد، لكن كان بمقدور داود أن يسبّح الله بثقة الإيمان الذي يقول: ’فَعَلْتَ.‘ لقد جعل شر الإنسان يُفقده الثقة بالله وبالحق المتمثل في أن اسم الله، أي معدنه الأدبي وكل كينونته، صالح.
· وَأَنْتَظِرُ ٱسْمَكَ: “لا ينبغي أن يربكنا البشر. إذ تكمن قوتنا في أن نجلس بهدوء. دعوا الجبابرة يفتخروا بينما نحن ننتظر الرب. وإذا جلبت لهم عجلتهم كرامة، فإن صبرنا سيثمر قريبًا، وسيجلب لنا الكرامة التي ترفعنا.” سبيرجن (Spurgeon)