تفسير سفر المزامير – مزمور ١٠١
تصميم ملك على الحكم بالبر
هذا المزمور معنون مَزْمُوْرٌ لِداوُد. وصف ألكزاندر ماكلارين (Alexander Maclaren) خلفية محتملة لهذا المزمور. “اعتلى داود العرش للتوّ. وكان لا بد من إصلاح الإساءات والانتهاكات التي سادت في السنوات الأخيرة لحكم شاول. وأحس هذا الملك الجديد بأنه نائب لله. وهنا أعلن أنه سيناضل من أجل أن يجعل حكمه الملكي نسخة من حُكم الله.”
مُسح داود ثلاث مرات ملكًا. إذ مسحه صموئيل في صباه. فكان ذلك في واقع الأمر نبوّة لدعوته ومصيره (١ صموئيل ١٦: ١٣). وبعد موت شاول، مُسح ملكًا على سبط يهوذا في حبرون (٢ صموئيل ٢: ٤). وبعد سنوات، مُسح ملكًا على أسباط إسرائيل كلها (٢ صموئيل ٥: ٣). وقبل تولّيه عرش إسرائيل، كان لديه وقت كثير للتفكير في أية نوعية من الملوك ينبغي أن يكون.
“في أوروبا، صار هذا المزمور معروفًا بصفته ’مزمور الأمير‘ بسبب الاهتمام بالسلوك الملائم لأي قاضٍ أو أمير أو ملك مؤمن بالمسيح.” فانجيميرين (VanGemeren)
“ذُهلت عندما وجدتُ أن مارتن لوثر كتب تفسيرًا لهذا المزمور وصل طوله إلى ثمانين صفحة. واكتشفتُ أن السبب وراء ذلك هو أنه كان مهتمًّا بعمق بالإدارة المدنية. وأراد أن يشرح هذا المزمور كقائمة للصفات التي ينبغي أن يتحلّى بها كل قاضٍ أو حاكم أو ملك مؤمن بالمسيح.” بويس (Boice)
“يذكر إيرنيغ (Eyring) في كتابه ’حياة إيرنست التقي‘ (دوق ساكس – جوثا) أن الدوق أرسل نسخة من المزمور ١٠١ إلى وزير غير أمين. وصار هذا مضربًا للمثل في بريطانيا كلها. فعندما كان يرتكب مسؤول أي خطأ، كان لا بد أن يحصل على نسخة من مزمور الأمير ليقرأه.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن ديلتزتش (Delitzsch)
أولًا. عاقد العزم في سلوكه الشخصي
أ ) الآية (١): الترنيمة التي ينبغي أن ترنَّم.
١رَحْمَةً وَحُكْمًا أُغَنِّي. لَكَ يَا رَبُّ أُرَنِّمُ.
١. رَحْمَةً وَحُكْمًا (وعدلًا) أُغَنِّي: رنّم داود هذه الترنيمة مُعَلِّيًا رَحْمَة الله وعدله (حُكمًا). والاثنان متلازمان. فلا يمكن أن تفهم الرحمة إلا في ضوء العدالة. وعندما تعلن العدالة عقوبتها البارّة، قد تمنح الرحمة راحة.
· كان داود، بصفته ملكًا، مهتمًّا بالرحمة والعدالة. وعرف أن هذه المبادئ ليست متجذّرة فينا، بل في الله. فقبل أن يكون بمقدوره أن يمارس الرحمة والعدالة في مملكته، كان عليه أن يفهم رحمة الله وعدالته وأن يعظّمهما.
· “ستلطّف الرحمة والحُكم (العدالة) إدارة داود لأنه أدركها وعشِقها في عهود إلهه.” سبيرجن (Spurgeon)
· “تشجع رحمة الله أعظم الخطاة على الرجاء، وتمنع دينونته أفضل البشر من التجاسر.” هورن (Horne)
٢. لَكَ يَا رَبُّ أُرَنِّمُ: لم يكن يسع داود إلا أن يتغنى برحمة الله وعدالته في إشارة إلى ترانيم التسبيح الموجهة إلى الرب. فقد عرف داود أن الرب كان مصدر كل رحمة وعدالة.
ب) الآية (٢): نفسٌ صالحة وحضور الله.
٢أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل. مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ؟ أَسْلُكُ فِي كَمَالِ قَلْبِي فِي وَسَطِ بَيْتِي.
١. أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل: كان توق داود إلى الرب مرتبطًا برغبته في أن يحيا حياة الحكمة والقداسة – طَرِيق كَامِل. وعقَد العزم على أن يكون حكمه متّسمًا بالنزاهة والتقوى.
· كان مهمًّا أن يركز داود على القداسة الشخصية، وأن يتصرف بطريقة كاملة. فغالبًا ما تفضح السلطة والنفوذ طبيعة المرء الأخلاقية إذا لم تساعد في خلقها فعلًا.
· “يبدأ داود بنفسه. وهو يعمل على أن يجعل معدنه الأدبي وسلوكه في انسجام مع طريق الرب وإرادته، ذاك الرب الذي يقدم له التسبيح. وبعد ذلك سيحكم الشعب حسب نفس هذه المقاييس.” مورجان (Morgan)
· عندما وصل داود إلى السلطة الملكية، لم يقل:
ü “الآن سأحيا حياة طيبة.” بل قال: أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل.
ü “سأقيم أفخم الحفلات على الإطلاق.” بل قال: أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل.
ü “سأبيّن لهم مدى أهميتي.” بل قال: أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل.
ü “سأعاقب أعدائي وسأريهم قوّتي.” بل قال: أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل.
٢. مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ: فهِم داود أن البركة بموجب العهد القديم، بما في ذلك اختبار حضور الله، كانت مرتبطة بالطاعة (تثنية ٢٨).
· “شعر داود بالاحتياج، لا إلى العون الإلهي فحسب، بل أيضًا إلى الحضور الإلهي لكي يرشَد ويقدَّس ويؤهَّل للقيام بدعوته السامية. فتاقَ داود إلى افتقاد مؤثر خاص من الرب قبل أن يبدأ حُكمه.” سبيرجن (Spurgeon)
· فهِم داود المبدأ الذي عبّر عنه يوحنا لاحقًا في ١يوحنا ١: ٦-٧ “إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي ٱلظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ ٱلْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي ٱلنُّورِ كَمَا هُوَ فِي ٱلنُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.”
٣. أَسْلُكُ فِي كَمَالِ قَلْبِي فِي وَسَطِ بَيْتِي: كان لا بد أن تكون حياة داود البارّة حقيقية في سلوكه داخل بيته قبل أن يعيشها في ساحات مملكته. كان هذا مقياسًا عاشه داود لكن بشكل ناقص، وهو أمر تسبَّب في ضرره.
· فِي وَسَطِ بَيْتِي: “سأبدأ الإصلاح المقصود بنفسي. وعندئذٍ سأصوّب الأمور في حياة عائلتي.” تراب (Trapp)
· “لا يستطيع أحد أن يجعل المدينة التي يسكن فيها شبيهة بمدينة الله وهو لا يعرف كيف يتصرف في بيته. فأول شيء ينبغي أن يفعله كل من يريد أن يخدم الشعب من أجل الله هو أن يتأكد من أن حياته السرية مرتّبة على نحو سليم أمام الله.” مورجان (Morgan)
· “أيها القارئ، كيف تسير أمورك مع عائلتك؟ هل ترنم في الجوقة وأنت تخطئ في حجرتك؟ هل أنت قديس في الخارج وشيطان في البيت؟ يا للأسف! إن حقيقتنا في البيت هي حقيقتنا بالفعل!” سبيرجن (Spurgeon)
· “هذا هو أصعب مكان أن تسلك فيه بشكل مثالي. إذ يبدو أنه أسهل لك أن تسلك بشكل مثالي بين غرباء من أن تفعل ذلك في بيتك. لكن تأكد أن الإنسان في الواقع لا يكون أفضل مما يكون عليه في بيته. فلا يجب أن تقيس قيمتك بما يعتقده أو يقوله العالم الخارجي.” ماير (Meyer)
· “إنه أسهل لمعظم الرجال أن يسلكوا بقلب كامل في الكنيسة، أو حتى في العالم، من أن يفعلوا ذلك في وسط عائلاتهم. فما أكثر الذين يكونون ودعاء بين الآخرين، ويكونون في بيوتهم دبابير أو نمورًا!” كلارك (Clarke)
· “افهم أن الله يثقفك ويدربك في الحياة البيتية من أجل الانتصارات العظيمة. فهناك تتعلم أعمق الدروس في التقديس. فلا ينبغي أن تهرع إلى مؤتمرات وعظات ولقاءات قداسة. فإذا قررت أن تسلك في بيتك بقلب كامل، ستكتشف كم أنت بعيد عن الكمال، وكيف أنك أقل قدّيسيه.” ماير (Meyer)
ج) الآيات (٣-٤): وصف حياة البر.
٣لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا. عَمَلَ الزَّيَغَانِ أَبْغَضْتُ. لاَ يَلْصَقُ بِي. ٤قَلْبٌ مُعْوَجٌّ يَبْعُدُ عَنِّي. الشِّرِّيرُ لاَ أَعْرِفُهُ.
١. لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا: عرف داود أن أحد مقاييس حياة البر هو ما يختار أن يضعه قدام عينيه. فهنالك أشياء شريرة كثيرة يمكن أن يثبّت المرء عينيه عليها. وتمثل شهوة العيون جانبًا من إغراء هذا العالم (١ يوحنا ٢: ١٦).
· تذكّرنا كلمات داود بأيوب ٣١: ١ “عَهْدًا قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ، فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ.” فقد عَدّ داود، شأنه شأن أيوب، ضبط العينين مقياسًا رئيسيًّا للتقوى.
· “كان قضاء الراحة والاستجمام في القصور الشرقية ملوّثًا بالشهوة والإفراط في النزوات والانغماس في اللذات. لكن هذا الحاكم (داود) سيتصرف كما لو أنه ضيف في قصر الرب.” ماكلارين (Maclaren)
· ليت داود عاش هذا المبدأ بشكل ثابت دائم. إذ بدلًا من ذلك، اتخذ عدة زوجات (٢ صموئيل ٣: ٢ – ٥؛ ٥: ١٣) في عجز واضح عن كبح رغباته الجنسية، فأضلَّتْه شهوة عينيه (٢ صموئيل ١١: ٢).
· لكن لا ينبغي أن نعتقد أن داود كان مرائيًا لأنه فشل في أن يرتفع إلى مستوى هذه المقاييس. فليس للنفاق مقياس لا تستطيع أن تلبّيه بشكل كامل. فالنفاق هو عندما يكون لك مقياس، ومقياس أعلى للآخرين.
٢. قَلْبٌ مُعْوَجٌّ يَبْعُدُ عَنِّي: عرف داود أنه إذا أراد أن يحيا حياة التقوى، فسيكون من الحكمة أن يحتفظ بمسافة عن ذوي القلوب المعوجة. وسيعبَّر عن هذه الفكرة لاحقًا في ١ كورنثوس ١٥: ٣٣ “فَإِنَّ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ ٱلْأَخْلَاقَ ٱلْجَيِّدَةَ.”
· “شرح بويس (Boice) الفكرة وراء: عَمَلَ الزَّيَغَانِ أَبْغَضْتُ. “هذا نقيض كامل لفكرة ’محبة العهد‘ (أو الرحمة، وهي بالعبرية – حِسِد) المذكورة في الآية ١.”
· لاَ يَلْصَقُ بِي: “الخطية، شأنها شأن الزفت، ميّالة إلى الالتصاق.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. الشِّرِّيرُ (الشر) لاَ أَعْرِفُهُ: عرف داود أن حياة التقوى لا بد أن تتضمن بعض التصميم. فرغم أنه لم يحقق تصميمه هذا بشكل كامل، إلا أنه لا شك أن حياته بوجود تصميم كانت أكثر تقوى من غيابه.
· قَلْبٌ مُعْوَجٌّ: “الاعوجاج المذكور في الآية ٤ أكثر تعمُّدًا. إذ هنالك عقل وإرادة يبغضان الحق الواضح والطريق المستقيم.” كيدنر (Kidner)
· “يُطبّق هذا التعبير على حصان جموح يعضّ اللجام في نفاد صبر ناريّ. وعندما يطبّق على إنسان شرير، فإنه يشير إلى أنه نافد الصبر على كل كبح جماح، أو الرغبات الجامحة غير الملجومة. وهو عنيد وغير قابل للتحكم فيه في ما يتعلق بإشباعها، حيث يدوس كل التزامات الدين والفضيلة.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن تشاندلر (Chandler)
ثانيًا. عاقد العزم على ما سيفعله
أ ) الآية (٥): مقاومة فعلة الإثم.
٥الَّذِي يَغْتَابُ صَاحِبَهُ سِرًّا هذَا أَقْطَعُهُ. مُسْتَكْبِرُ الْعَيْنِ وَمُنْتَفِخُ الْقَلْبِ لاَ أَحْتَمِلُهُ.
١. الَّذِي يَغْتَابُ صَاحِبَهُ سِرًّا: إنها لخطية كبيرة وفاحشة أن يتكلم أحد بطريقة شريرة على شخص آخر. وأسوأ نوع من الافتراء هو عندما يحدث هذا سرًّا. وقد صمّم داود على أن يقاوم مثل هؤلاء الأشخاص (هذَا أَقْطَعُهُ).
· يسعى الذي يَغْتَابُ صَاحِبَهُ سِرًّا إلى “تعزيز نفسه عن طريق تدمير الآخرين. وهذه هي الآفات الشائعة في المجالس والممالك.” بوله (Poole)
· يَغْتَابُ صَاحِبَهُ: أشار كلارك (Clarke) إلى ترجمة كلدانية لهذه الآية مع معناها. “الذي يتكلم بلسان ثلاثي ضد صاحبه. أي أنه يقتل بلسانه ثلاثة أشخاص: ١) الشخص الذي يُغتاب ٢) الشخص الذي ينقل إليه كلام الافتراء ٣) نفسه، الشخص المفتري. فلكل شخص يغتاب آخر لسان ثلاثي. ومع كل افتراء يُلحق بهم ثلاثة جراح مميتة.”
٢. مُسْتَكْبِرُ الْعَيْنِ وَمُنْتَفِخُ الْقَلْبِ لاَ أَحْتَمِلُهُ: يذكر داود هنا خطيتين إضافيتين متصلتين: التواصل المتغطرس بتعبير الوجه (مُسْتَكْبِرُ الْعَيْنِ)، والقلب المتكبر (مُنْتَفِخُ الْقَلْبِ) هو وراء ذلك التعبير. وهكذا يقول داود لكل الذين يظنون أنهم أفضل من الآخرين: لاَ أَحْتَمِلُهُ.
· مُسْتَكْبِرُ الْعَيْنِ: “تجلس الكبرياء وتُظهر نفسها في العينين أسرع مما تظهر في أي مكان آخر.” تراب (Trapp)
ب) الآيات (٦-٨): الأشخاص الذين سيختارهم داود ليخدموا معه.
٦عَيْنَايَ عَلَى أُمَنَاءِ الأَرْضِ لِكَيْ أُجْلِسَهُمْ مَعِي. السَّالِكُ طَرِيقًا كَامِلاً هُوَ يَخْدِمُنِي. ٧لاَ يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ. ٨بَاكِرًا أُبِيدُ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ، لأَقْطَعَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ.
١. عَيْنَايَ عَلَى أُمَنَاءِ الأَرْضِ: رفض داود أن ينظر إلى الذين ظنوا أنفسهم أفضل من الآخرين. بل نظر إلى الأمناء مقررًا أنه سيسكن معهم.
· عندما بحث داود عن قادة، بحث عن أُمَنَاءِ الأَرْضِ. “نحتاج إلى أشخاص يستطيعون أن ينجزوا المَهَمة. لكننا نحتاج إلى أُمَنَاءِ الأَرْضِ لكي يفعلوا ذلك. فالقائد الحكيم هو الذي يسعى إلى مثل هؤلاء الأشخاص ويضع المسؤولية في أيديهم.” بويس (Boice)
· “أليس صحيحًا أن يسوع، شأنه شأن داود، وضع عينيه على الأمناء في الأرض، على أولئك الذين سيخدمونه الآن وسيسكنون معه في المجد في نهاية الزمن؟” بويس (Boice)
٢. هُوَ يَخْدِمُنِي: ربما قال داود هذا عندما وصل إلى العرش، ناذِرًا أن يجد الأشخاص الملائمين ليعيّنهم في حكومته. وسيرفض أي شخص يلجأ إلى الخداع (عَامِل غِشٍّ)، أو يكذب (الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ). وسيبحث عن المتواضعين، لا المتكبرين، عالمًا أنه قادر على أن يستأمنهم على السلطة والمسؤولية.
٣. بَاكِرًا أُبِيدُ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ: كان تصميم داود في الحكم على تفضيل الأتقياء ومقاومة الأشرار ثابتًا حتى إنه قرر أن ينفّذ هذا بَاكِرًا. وعندما حكم من مَدِينَةِ الرَّبِّ لم يكن لكل فَاعِلِي الإِثْمِ فرصة للازدهار.
· “يوحي الالتزام بالتفوق والتميز باختلاف في الإدارة عن الطريقة التي حكم بها الملوك في الشرق الأدنى قديمًا. ويثبّت الملك التقي هنا أن ولاءه هو ليهوه وليس لطرق العالم.” فانجيميرين (VanGemeren)
· مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ: “كان طموح داود أن تكون مدينة يهوه جديرة بملكها الحقيقي عندما يتنازل ويأتي ليسكن فيها.” ماكلارين (Maclaren)
· “هذا المزمور مؤثر بشكل مضاعف. فهو مؤثر أولًا بسبب المثل العليا التي يكشفها. وهو مؤثر ثانيًا بسبب ظل الفشل الذي يلقيه التاريخ عبره. ونشكر الرب على أن الكلمة الأخيرة هي ليست لداود، ولا لمؤرخيه الأمناء، بل لابنه (المسيّا). وهناك، لا يوجد أي ظل.” كيدنر (Kidner)